قرحة المعدة والأمعاء
القراء الأعزاء: السلام عليكم، إن شاء الله سنبدأ الحديث عن «القرحة الهضمية» peptic ulcer ، وهي من الأمراض المزمنة والمزعجة في آن واحد، بل أصبحت في عصرنا الحاضر من أكثر الأمراض انتشاراً.
اليكم نبذة تعريفية عن قرحة المعدة والاثنى عشر:
تقع المعدة في الزاوية اليسرى من أعلى البطن تحت القفص الصدري مباشرة، وهي عبارة عن كيس عضلي مجوف ويليها الاثنى عشر، وهو أول جزء من الأمعاء الدقيقة ويتكون من طبقة مخاطية تحمي البطانة من حمض المعدة وأنزيمات الهضم.
ما هي وظيفة المعدة المبسطة:
1. عند وصول الطعام من المريء للمعدة تقوم بمعالجته وتحويله إلى أجزاء صغيرة وإفراز حمض الهايدروكلوريك الذي يقتل البكتيريا المؤذية في الطعام.
2. وظيفة تخزين الطعام وتمريره تدريجياً إلى الأمعاء الدقيقة.
ü تعريف القرحة الهضمية: هي حدوث تآكل موضعي في الغشاء المخاطي لجدار المعدة أو الأمعاء، وقد تكون القرحة في المعدة فقط أو في الجزء الأول من الأمعاء والمسمى بالاثنى عشر أو في الاثنين معاً، ونادراً ما تكون في أجزاء الجهاز الهضمي الأخرى كأسفل المريء مثلاً.
قرحة الاثنى عشر أكثر شيوعاً، فهي تصيب المرضى بين سن «30- 50» عاماً وأكثر شيوعاً في الرجال.
قرحة المعدة: هي غالباً بعد سن 60 عاماً، وتصيب النساء أكثر من الرجال.
ما هي مسببات القرحة الهضمية؟
هناك عدة مسببات، في السابق كانت تعزى الأسباب الى:
- الضغوط النفسية والقلق والتوتر العصبي.
- ولكن الآن وجد أن هناك عاملين أساسيين:
1. الإصابة ببكتيريا المعدة الحلزونية «Helicopter pylori»
يعتبر وجود وتكاثر هذه البكتيريا في الطبقة المخاطية من بطانة المعدة السبب الرئيسي للقرحة، فهي تستطيع أن تتعايش مع حمض المعدة عن طريق فرز إنزيمات خاصة تحميها من الحمض، وتعتبر السبب الرئيسي في تكرار الإصابة بالقرحة ما لم تعالج بالمضادات الحيوية المناسبة.
2. الاستعمال المفرط للأدوية المضادة للالتهابات المفاصل والروماتيزم مثل «البروفين والفولترين» ومسكنات الألم مثل الأسبرين، حيث إنه يضعف من قدرة نسيج الأمعاء على الالتئام ويمكن استبدالها بالبراسيتمول «البندول» كمسكن ومخفض للحرارة. أو تغيير الدواء على حسب ما يرى الطبيب المعالج.
هناك أسباب أخرى للقرحة الهضمية منها:
1. التدخين الذي يزيد من إفراز وتركيز حمض المعدة فيضاعف خطر الإصابة بالقرحة، وكذلك يؤخر الشفاء أثناء العلاج.
2. المشروبات الكحولية: والتي قد تسبب التهيج والتآكل في جدار المعدة مسببة التقرح.
3. وجود خلل وظيفي في تفريغ الطعام أو تكوين السائل المخاطي والإصابة ببعض الأمراض.
4. وجود تاريخ عائلي بمرض القرحة.
ما هي أعراض القرحة الهضمية؟
- إن الأكثر حدوثاً هي:
1. آلام متكررة أو حرقان في منطقة البطن العلوية بين السرة وأسفل القفص الصدري.
2. غالباً ما يشعر المريض بالآلام بين الوجبات، حيث تكون المعدة خاوية من الطعام، قد تستمر هذه الآلام من دقائق إلى عدة ساعات «خاصة قرحة الاثنى عشر».
3. غالباً ما تخف حدة الألم بعد الأكل أو تناول الأدوية الخافضة للحموضة.
4. في بعض الأحيان يحدث أن يستيقظ المريض في منتصف الليل على هذه الآلام المزعجة.
5. قد يشعر المريض أحياناً بغثيان واستفراغ أو فقدان للشهية مما يؤدي لفقدان الوزن.
6. بالنسبة لقرحة المعدة فإن الألم قد يزداد بتناول الأكل وليس العكس كما هو في قرحة الاثنى عشر.
7. في بعض الحالات ونتيجة لنزيف دموي بسيط في القرحة، قد يكون هناك نزول دم عبر الفم أو البراز «داكن أو أسود».
المضاعفات:
من أهم المضاعفات:
1. النزيف الدموي في المعدة أو في الاثنى عشر، قد يحدث هذا دون سابق إنذار أو دون شكوى أو أعراض أخرى للقرحة كآلام البطن، والنزيف قد يكون حاداً وشديداً ويؤدي إلى الإعياء الشديد ولزوجة البراز الممزوج بالدم الأسود، أو قد يكون مزمناً بحيث يشتكي المريض من الآثار الجانبية لفقر الدم المزمن.
أو قد يشتكي المريض من استفراغ مادة مثل رواسب القهوة الداكنة، وهذا ناتج من تغير في لون الدم نتيجة اختلاطه بعصارة المعدة الحامضة.
ثقب المعدة أو الاثنى عشر:
يحدث الثقب نتيجة تآكل ما تبقى من طبقات الجدار المعوي أسفل القرحة الهضمية من تأثير الأحماض المعوية، وينتج عن هذا اندفاع الطعام والبكتيريا وعصارة المعدة إلى فجوة البطن مسبباً تلوثها، وهذا يستدعي التدخل الجراحي السريع.
ضيق في الجزء الأول من الاثنى عشر نتيجة للتليف بسبب القرحة المزمنة.
كيف تشخص قرحة المعدة؟
- من الفحص الإكلينيكي والتاريخ المرضي والأعراض، هناك خطوة تالية وهي:
1. أشعة الباريوم للمعدة والاثنى عشر.
2. منظار المريء والمعدة والاثنى عشر وهو الأدق من الناحية التشخيصية، حيث يمكنه اكتشاف القروح والسرطانات وأخذ عينة في نفس الوقت.
العلاج:
يبدأ العلاج بإزالة العوامل التي تزيد حدة المرض مثل الأسبرين.
2. القضاء على بكتيريا المعدة الحلزونية إن وجدت بالمضادات الحيوية.
3. خفض حموضة المعدة بالعقاقير المناسبة.
4. تغيير النمط الغذائي وذلك:
أ. الاعتدال في الأكل وتنظيم الوجبات وتنوع الغذاء في كل وجبة.
ب. عدم الإكثار من تناول الأكل بين الوجبات حتى لا يحدث إفراط في إفراز حمض المعدة.
ج. الاعتدال في شرب الشاي والقهوة والمشروبات الغازية التي تؤدي إلى إفراز الحمض بصورة كبيرة.
د. الحرص على تناول الفاكهة والخضروات القليلة الحموضة.
هـ. عدم الأكل والشرب قبل ساعتين على الأقل قبل النوم، حتى لا يؤدي إلى الارتجاع أثناء النوم.
و. تجنب المشروبات الكحولية والتدخين.
ع. تفادي الدهون والفلفل والتوابل في الطعام.
ط. تجنب الافعالات العصبية.
5. متابعة الشفاء من القرحة يجب أن تكون تحت إشراف الطبيب المختص.
ومتعكم الله بالصحة والعافية