الأم الفاضلة: لقد كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة قدوم أحد أفراد الأسرة مذعوراً وهو يحمل على كتفه طفلاً قد شرب كيروسين أو بلع حبوباً أو شرب أستون... الخ من المواد الكيميائية، وقد تصل الحالة للأسف إلى شرب صبغة (الحجر) التي تستخدمها السيدات في الشعر والحناء، وليس بعيداً عن الاذهان الحادثة التي راحت ضحيتها طفلة بعد أن وضعت والدتها صبغة الشعر في فنجان القهوة فتعودت الطفلة على شرب ما تبقى في فنجان القهوة بما فيه من سكر، فلم يكن في هذه المرة سكراً مع القهوة، بل كانت صبغة الشعر التي أودت بحياتها وببراءتها.. وإليكم بعض الأمثلة للمواد التي يمكن أن يتسمم بها الطفل:
المبيدات الحشرية- غسولات الفم الطبية- الفايتمينات والعقاقير الأخرى- مشتقات البترول- مزيلات البقع الأرضية في المنازل- المنظفات الكيميائية.
لكي نقي أطفالنا فلذات أكبادنا، مثل هذه المخاطر التي لا نستطيع تحملها نفسيا، إليكم بعض طرق الوقاية:
- لا تضع الأدوية والسوائل الخطرة والحارقة في غير الزجاجات أو الأواني الخاصة بها، ولا تحاول وضعها في إناء طعام أو كوب شراب.
- لا ترغب الطفل عندما يكون مريضاً بشراب الدواء بوصفك للدواء أنه حلوى أو عصير، حتى لا ترتبط هذه المعلومة بذهنه- يجب إحكام إغلاق القوارير والعلب التي تحتوي على مواد سامة أو سوائل سامة، ويجب الكتابة على العلبة من الخارج (مادة خطرة أو سامة)، حبذا أن تكون أغطية أدوية الأطفال لا تفتح بسهولة وبطريقة لا يتمكن الطفل من فتحها- تخلص من الأدوية غير اللازمة فوراً ولا تتركها في المنزل، وذلك بتفريغها في التواليت ورمي العلبة بعيداً عن متناول أيدي الأطفال.
الحالات التي تؤدي إلى الشك في أن طفلك قد تسمم:
عند وجود زجاجة فارغة بها مادة سامة أو أية مادة سامة أخرى منسكبة على ملابسه..الخ- أبحث عن وجود البقع في ملابسه وبقايا المادة في يديه-أبحث عن وجود تغيير حول الفم من تغيير في اللون أو حروق حول الفم أو انتفاخ- سيلان اللعاب بغزارة وتغيير في نفسه وصعوبة تنفسه- حدوث الاستفراغ من دون وجود سبب ظاهر- وجود ألم في البطن من غير وجود أعراض إعياء أخرى- البكاء والتهيج المفاجيء أو تغيير مفاجيء في درجة الوعي.
إليكم الإسعاف الأولي لمثل هذه الحالة:
خذ المادة السامة من يدي الطفل وقم بنزع ما أمكن منها من فمه، وحافظ على أي بقايا للمادة أو العلبة الفارغة لعرضها على الطبيب- خذ الطفل فوراً لأقرب مستشفى، وإذا كان هناك توقف في النفس أثناء الطريق للمستشفى وهناك من تدرب على الإنعاش القلبي الرئوي، يمكن أن يحاول ذلك أثناء الطريق للمستشفى- لا تقم بتحريض الاستفراغ عند الطفل، لأن ذلك قد يجعل الأمر أكثر خطورة وخاصة حالة الغازات الطيارة- إذا كان الطفل قد وضع المادة السامة على جسمه، فيمكن نزع ملابسه وغسل هذه المادة باستعمال قفازات سريعاً- قد يحتاج الطفل للتنويم في المستشفى لمراقبة حالته، لأن بعض التسممات بالغازات الطيارة والمواد البترولية قد يظهر أثرها بعد 24 ساعة من المراقبة.