الكسل واثره على الفرد والمجتمع
هل تفرحون بالقيام بكمية أقل من العمل أم تعوّضون بإنجاز أمور أخرى؟
? لا تستطيعون الاستمرار في مشروع ما إذا وجدتم أنكم تفقدون اهتمامكم به؟
? لا تفكرون أو تركزون على أهدافكم غالباً؟
? عندما تشعرون بالتعب تتوقفون عن العمل فوراً؟
? في المدرسة، المعلمة هي التي تقرر أي علامة تستحقونها، لذا لن تدرسوا؟
? تواجهون صعوبة في بدء مشروع ما؟
? تنجزون معظم الأمور في اللحظة الأخيرة؟
? تثبط عزيمتكم عندما تعترض المشاكل طريقكم وتمنعكم من بلوغ أهدافكم؟
الكسل من طبيعتكم ولا تستطيعون القيام بشيء حيال ذلك؟
لكسل حالة تصيب الانسان، وتملي عليه سلوكيات لا تتناسب وحجم المسؤوليات الملقاة على عاتقه والواجبات التي عليه أن يؤديها، والكسل أنواع، فهناك المؤقت العابر الذي يزول سريعاً، ويعود صاحبه للنشاط والعمل، وهذا النوع قد ينتاب أي انسان من وقت لآخر لسبب ما .
وهناك الكسل الدائم الذي يلازم صاحبه معظم وقته، ويصبح صفة تلازمه، يحرمه من متعة العمل والانجاز، ويجعله يعيش حياة أقل ما يقال عنها: انها بلا هدف واضح، وهذا الكسل يمكن أن نسميه مرضاً، ويصعب خلاص صاحبه منه.
للكسل بالطبع اسباب عديدة، منهاما ينبع من داخل نفس الانسان، فهناك اشخاص لديهم استعداد فطري اكثر من غيرهم، ومنها التي تعتزي الشخص، و تؤثر فيه: كالأمراض والعاهات والمشاكل الاجتماعية والنفسية والعائلية كما سبق أن ذكرنا.
ومنها ما يتعلق بالاسباب البيئية المحيطة بالشخص: كالعوامل المثبطة للانسان والتي توصله لحالة من الاحباط واليأس والقنوط، ومنها- أيضاً- العوامل التي يكون سببها الاشخاص المحيطين بالانسان، فالأب والأم مثلا قد يكونان سببا لكسل ابنهم، والمعلم قد يتسبب في تقصير تلميذه، وصاحب العمل قد يؤدي بأفراد منشأته لحالة من الكسل.
إن الكسل حالة فردية، ولكنها تؤثر في الاسرة والمجتمع والأمة ككل، لأنها تؤدى لخسارة إنتاجية أحد ابنائها، والطامة الكبرى عندما يصبح الكسل حالة عامة عند الكثير من ابناء المجتمع.
إنّ الكسلان يعجز عن نفسه ، فكيف لا يعجز عن الحقوق ؟! وهو يحس بعبءٍ ثقيل ، يمر عليه الليل وكأنّه سنة ، والنهار وكأنّه عام .
وغريب جدّاً أن يمر النهار على النشيط مرور الطائرة في نهر السماء الجاري ، حيث يزيد دفع النهر على دفع المحرّك ، فيرى وكأنّ أعوامه ساعات ، يلتهم الوقت التهام القمر الفضاء ، وينعكس الأمر عند الكسلان ! فيرى ساعاته أعواماً ، يلبث ويلبث حتّى تمضي دقيقة !!
وهكذا الساعة ، ثمّ اليوم ، ولا تُحِّدث عن الأسبوع والشهر والعام
إن اضرار الكسل علي الانسان خطيرة للغاية، منها ما يؤثر في الشخص نفسه، ويتمثل ذلك بكثرة النوم، وضعف البدن، وقضاء الاوقات بالتلهية والاعمال المضيعة للوقت، وقلة النظافة، ونقص الاهتمام بالمظهر، والملل، والشعور بالضيق، وقد يصل الامر لحالة مرضية و يصعب الخلاص منه، وكذلك يقل - بسببها- التحصيل العلمي، ويتدني مستوى الاداء في العمل، ويبتعد الشخص كثيرا عن تحقيق الاهداف والطموحات اذا كان لديه شئ منها.
وتتجاوز اضرار الكسل الشخص نفسه الي الآخرين، فالاب الكسول يؤذي كل اسرته -صغيرها وكبيرها- حيث يترتب على ذلك ان دخله المادي قد يقل، وكذلك اهتمامه باسرته وهذا ينطبق على كل مسؤول، سواء في ادارة، او مؤسسة، أو ورشة، أو غير ذلك، وهذا سيكون له تأثيره في الدخل القومي بلا شك.
أمام هذا الداء الخطير الذي اسمه الكسل يبحث المرء عن علاج، والعلاج موجود وكامن في نفس الشخص ومحيطه وبحاجة للعزيمة الصادقة، إن الإرادة القوية هي الحل الامثل، ولكن قد يحتاج الامر لبعض الوقت، وللمساعدة الحقيقية من المحيطين به، كي نبعث في الكسول روح النشاط.
إن للحوافز اوالجوائز أثراً طيباً في ابعاد شبح الكسل، والامر الاهم، والركن الاساس في علاج الكسل هو الامتثال لاوامر الله تعالى، وتطبيق شرعه المحكم في كل امور الحياة، وهذا كفيل بتنظيم حياة الانسان، وجعلها مبدعة وخلاقة وحافلة بالنشاط والحيوية مؤدية للعمل الخير والطيب، ولنا في رسول الله أسوة حسنة حيث كان يردد هذا الدعاء: اللهم إني اعوذ بك من الهم والغم والحزن، واعوذ بك من العجز والكسل، واعوذ بك من الجبن والبخل، واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال .
وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام:{المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ماينفعك، واستعن بالله ولاتعجز ،وان اصابك مكروه فلا تقل لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وماشاء فعل }
اخرجه مسلم