الاحسان

عن أبي يعلى شداد بن أوس ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحد أحدكم شفرته ، وليرح ذبيحته . رواه مسلم .

أن الإسلام دين الرحمة والإحسان، وقد أمر بالإحسان في كل شيء حتى في القتل والذبح، وذلك بعدم تعذيب القتيل أو الذبيح، بل يتم القتل والذبح بأسهل الطرق التي تزهق بها النفس، فتحد الشفرة وتراح الذبيحة. وقد أمر الإسلام بتقوى الله تعالى في كل شيء، وإذا عمل الإنسان سيئة فليبادر إلى عمل حسنة حتى تمحوها، ويعامل الناس بالأخلاق الحسنة الطيبة.
لذا يستوجب على رب البيت أن يكون أباً كاملاً، زوجاً كاملاً، أخاً كاملاً، زوجة كاملة، فالإحسان أن يؤدي الإنسان واجبه بإتقان وبإخلاص فلا يكون الاب غليظ القلب عندما يدخل إلي البيت يهابه كل الابناء وينطوي كل واحد منهم على زاوية بل يحسن إليهم ويبتسهم إليهم حتى تكون الاسرة سعيدة.

الاحسان إلي الوالدين من أعظم الامور التي ينبقي للمرء أن يعلمها ويعيها تماماً لان باحسانك إلى والديك تكون قد كسبت رضى الله أنظر إلى قول الله تعالي في هذا الامر العظيم
قال تعالي: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا
ومن البر إليهما ، والإحسان إليهما ألا نتعرض لسبهما ، وهي :

ففي الصحيح عن عبد الله بن عمرو أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه . قيل : يا رسول الله ، وكيف يلعن الرجل والديه ؟ قال : يسب أبا الرجل فيسب أباه ، ويسب أمه فيسب أمه.
فالانبياء هم اولى بالرحمة من غيرهم فالنبي صلى الله علية وسلم كان أرحم الناس بامته ويقول الله تعالي في شائنة
"ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضو من حولك"

وسيدنا موسى كليم الله رضي الله عنه وأرضاه عندما ذهب إلى مدين لقوله تعالي
"ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير "
وجدهما عند قوم قساه القوى ياكل منهم الضعيف ولايلتفت إليهما أحد حتى يكملوا سقايتهما وذهب إليهما سيدنا موسى من رحمة وشفقته وقال ماخطبكما قالتا غن ابونا شيخ كبير لان لاحد في البيت يقوم بهذا الامر.

أنظروا أيضاً إلى رحمة الخليفة عمر بن عبدالعزيز وقولته المشهورة:
" أنثروا القمح على رؤوس الجبال لكي لا يقال جــاع طيــر في بلاد المسلميــن "

وبالاحسان والرحمة يستطيع الانسان أن يدخل الجنة من أوسع أبوابها
فقد جاء في الصحيحين وغيرهما من رواية أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: بينما رجل يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئرا فشرب منها ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه ثم أمسكه بفيه ثم رقي فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له، قالوا يا رسول الله: وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال: في كل كبد رطبة أجر. وفي حديث آخر في الصحيحين أيضا عن أبي هريرة مرفوعا: بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها به.والظاهر من هذه الأحاديث أن الله تعالى غفر لهما بهذا الفعل الذي ينم عن الشفقة والرحمة التي هي سبب من أسباب رحمة الله تعالى لمن تخلق بها.
فقد روى الترمذي وصححه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء