عبدالباقي عثمان الصديق
عدد المساهمات : 41 تاريخ التسجيل : 11/07/2010 العمر : 50 الموقع : السودان/ ود مدني المزاج : الحمد لله ربّ العالمين
| موضوع: لو عندك زمن اقرأ القصه الرايعه دي الجمعة أكتوبر 08, 2010 9:12 am | |
|
[center] عندما يفلح شيطان الغضب في تغييب العقل، ويذكي نار الخلاف بين إثنين وتندلع (الشكلة)، يظل هناك درجة من الوعي الداخلى يدفعنا، عندما نختلف مع الغريب لأن نضع في إعتبارنا مساحة من المراعاة، على عدم الوصول بـ(الشكلة) لنهايات اللاعودة .. ليقيننا بأنه بعد أن يهدأ الغضب ويذهب الشيطان تظل الدواخل تحمل بين طياتها الحزن وطعم الجرح وشئ من حتى. أما بين الأخوان فسرعان ما تصل (الشكلة) لقمة منحنى الغلط بأنواعه، من تلاسن وتجريح وسباب وتشابك بالأيدي والأرجل كمان، ربما لأنهم يحملون في دواخلهم يقين بأنهم مهما إختلفوا أو أساءوا لبعضهم البعض، فما أن يهدأ الغضب حتى يعودون لبعضهم (زي السمن على عسل) فاهلنا بيقولوا (شكل الأخوان زي شكل المصاريين في البطن) .. تغلط في بعضا وترجع. للشكل عند الأزواج (نظام براهو) .. فالنساء يملن للتنفيس عن الكبت وضغوط الحياة الزوجية بسلاح التهديد وما أن يشتعل أوار الشكلة حتى تتهور الزوجة بالقول: إنت كان راجل .. تطلقني هسي دي .. أنا تاني يوم واحد ما بقعدوا معاك! تقولها وهم الإثنان على أتم يقين بأنو (ده كلام شكل ساي .. مابتقصدوا) فلو تابعها الزوج في تهورها وقال: أمشي إنتي طلـ... لسقطت من طولها غائبة عن الوعي ولسان حالها يقول: إنت ما صدقتا يا سيد ؟!! 0 على العكس من (علوية) سريعة الغضب بطبعها الحامي ونفسها القصير، كان زوجها (كامل) هادي الطبع أميل ما يكون للبرود وعدم المبالاة، ولذلك كانت (علوية) ما أن تؤجج نار الشكلة بينهما حتى يصب عليها (كامل) الماء البارد بلا مبالاته المغيظة، مما يشعرها بالكبت فتندفع في محاولة تصعيد المشكلة، لعلها تفلح في جره معها للشكل والتنفيس عما بها ، لذلك عندما لاحقته بكترة الكلام في ذات شكلة، فكر في الخروج من البيت هربا من النقة فلاحقته حتى الباب وهي تصيح خلفه: ما ترد علي .. مخليني أهوهو زي الكلبة مالك؟ .. طبعا ما معتبرني بني آدم زيك .... وعندما فتح الباب وخرج دون أن يلتفت إليها صاحت فيه: خليك عارف يا كامل .. لو طلعتا .. ما حا تجي تلقاني قاعدة ليك في البيت ده .. ترسل لي ورقتي في بيت أبوي. ما إن أغلق الباب وراءه حتى إنفجرت في البكاء، ومع إنحسار نوبة البكاء كانت قد وصلت لقناعة بأنه لا يأخذ تهديداتها على محمل الجد، لأنها دائما ما تهدده بترك البيت ثم لا تفعل .. إنتصبت واقفة وجمعت ثيابها وحاجياتها في (هاند باك) بسرعة .. وتركت له رسالة لطختها بدموعها تخبره فيها عن إستحالة العيش بينهم وتطلب منه الطلاق ثم وضعتها في مكان بارز على التسريحة وخرجت من البيت. ركبت الحافلة وهي تعاني من تنازع شديد طوال الطريق لبيت أهلها، فقد أحست بشئ من الندم على تهورها وخافت من تبعات تصعيد الشكلة بتدخل أسرتها في الموضوع .. سرحت مع أفكارها في محاولة لتصور ردة فعل (كامل) عندما يعود للبيت ويجدها قد نفذت تهديدها وتركته .. حدثها قلبها بأنه سوف يحزن ويكتئب لفراقها ولكن شيطانها صوّر لها سعادته الغامرة بتخلصه منها، وتراءى لها وهو يضحك سعيدا بحريته .. فرقت بأصابعها للكمساري - عندما وصلت بأفكارها لتلك المحصلة - لكي تنزل .. وعادت بالحافلة العائدة على نفس الخط وهي تجاهد في إقناع نفسها بعدم (نخّتها) عن الزعلة، فكل الحكاية أنها تريد أن ترى ردة فعله على مغادرتها البيت عند عودته .. جلست تنتظر على نار حتى سمعت صوت مفتاحه يفتح الباب فأسرعت بالنزول للأرض وحشرت نفسها تحت السرير وإنتظرت. من مكمنها تحت السرير راقبته عندما دخل وقرأ الرسالة ثم تعالى صوته وهو يصفر ويدندن لحن أغنيته المفضلة .. قلب الرسالة بعد أن أتم قراءتها وكتب على ظهرها بضعة كلمات، ثم فتح الدولاب وأخرج ملابسه ودخل الحمام دون أن يتوقف عن الدندنة والصفارة .. ظلت في مكمنها تتقلب في نار الغيظ من لا مبالاته، وفضلت الإنتظار حتى خرج من الحمام حيث حمل الموبايل واضجع على السرير .. سمعته يضحك وهو يضرب موعدا مع أحدهم ويدعوه لقضاء الأمسية معا ويختم مكالمته بالقول: أيوه .. الليلة مسجون وأنفكا .. السهرة صبّاحي .. أيوة غارت مشت بيت أهلا .. ربنا ريحني منها .. يلا خلاص نتقابل بعد نص ساعة !! كادت تنفجر غيظا وسالت دمعاتها حتى بللت الأرضية بينما إنهمك – هو - في القشرة وكبكبة العطور وتأمل نفسه في المرآة بسعادة قبل أن يحمل مفاتيحه ويخرج. أنتظرت حتى سمعت صوت إغلاقه للباب الخارجي واسرعت بالخروج من تحت السرير .. إندفعت لتحمل الرسالة وتقرأ ما كتبه على ظهرها .. فوجئت بأنه كتب ثلاث كلمات فقط: عاآآآآرفِك تحت السرير [/center] |
|