تروي الروايات ان هذه القصة وقعت حوالي عام 1818 ميلادية وكانت الواقعة الشهيرة بقتل أحد فرسان البطاحين حمد ود دكين زعيم الشكرية واحتمي البطاحين بابناء عمومتهم الجعلين وعلي رأسهم المك نمر وكادت الحرب تقع بينهم ولكنها انتهت الي الصلح .
وصور الشاعر الكبير إبراهيم العبادي هذه الواقعه مع إضافات أدبيه جمه ومحسنات أفضت بها إلي مسرحية شعريه بقت أثر عظيم لتلك الواقعة التي تناسي التاريخ سببها الأصلي وبقيت أبيات الشعر وألحان القوافي .
فالبرغم من الإختلاف حول اصل هذه الحكاية و مدي صدقيتها فما يهمنا هنا الجانب الأدبي في هذه القصة و الإبداع التراثي الذي صوره لنا شاعرنا الكبير إبراهيم العبادي و سوف اقوم بإذن الله بكتابة هذه الملحمة التراثية الأدبية الإبداعية على عدة حلقات متتالية سائل الله التوفيق في نقلها و كتابتها كاملة بقدر الإمكان حسب ما متوفر ،،،،،،،،
أولاً نتعرف على أهم شخصيات القصة :
حمد ود دكين ( شيخ العرب ) شيخ قبيلة الشكرية
طه ود حسين ( شيخ قبيلة البطاحين )
ريا بت عم طه و خطيبته
الملك نمر ملك ملوك الجعليين
شمة زوجة المك نمر و بنت اخو حمد ود دكين
محمد ود دكين ( شيخ العرب و والد شمة زوجة الملك نمر )
ود النعيسان ( داهية الجعليين – سفير النوايا الحسنة و وزير الخارجية )
تبدأ القصة في ديار البطاحين طه نائم في العنقريب و جبمو ريا بنت عمه يستيقظ طه مفجوعاً ليجد ريا بجواره فيقول
أخوك يا ريا أخوك وكت الخيول بدبكن
أخوك يا ريا أخوك وكت الرماح يتشبكن
اخوكي جبل الثبات لما القواسي بحبكن
كم بكيت وكم قشيت دموع الببكن
قالت ريا
وراك أسود علي ما نمت اسع طيب
قل طه
بسم الله قولي اخوك طيب
نصيح وشديد حاضر قلبي ماهو مغيب
إلا الشفتو في النوم من هوايله يشيب
الزول في الصحي مخدوم عليه شقاهو
وإن غمض شويه تجي الهموم لاحقاهو
الصف أب لبوس انا ما بخافو لقاهو
ياليت الحلم في صحيا كان بلقاهو
كان خيرولا شر بلقاهو ما بهم بالى
وحارسنى السبات من الكبار قبالى
وكت هسع صحيت وشفتك سالمه قاعده قبالى
إن اتلخبت الكون تانى مانى مبالى
قالت ريا
كعب نوم النهار أمس العصير كنت نايمه
رأيت قدام فريقنا أشوف صقوراً حايمه
كبيرن غار علي من نومي تبيت قايمه
صحيت مهجومه لا مفصل ولا في القايمه
شعر طه ان حلمه يطابق حلم بنت عمه فقال ليها
وانتي كمان رأيتي صقور عبارة غريبة
علامتا كافية ظنيت الحكايه قريبة
هاك مني الصحيح الما بتدخلو الريبة
هادي الحله بي عيني أشوف تخريبة
قالت ريا
تٌف الشينه ليه فاجعني ليه يا طه
انت الدغري وانت الكاشفه ياك غطاها
كان الدنيا هادي العقبة تتخطاها
ما بضلل سماها وما بتشيلني وطاها
وقعدت ريا تبكي
رد عليها طه وقال
ما بفيد البكاء وكلامي أحسن تنسي
قالت ليه ريا
كيف ما ابكي وكيف افوت مراتع انسي
افقد كل شي عزي ورجالي وانسي
تطلق فوقي نار عقبان تقول لي انسي ..
قال طه :
فال الخير أخير ما شفنا شيتاً جدت
كل الشفنا أحلام في طريقها إتعدت
قبل الليلة إيد لي حمان قطْ ما اتمدت
ما بنهد شرفنا لو السماء إنهدت
قالت ريا :
خير إن شاء الله خير والخير مساك وصباحك
والفال السمح فالك يضوي مراحك
بالضيفان أشوف عامر تملي مراحك
شينك ما أشوف وأشوف هناك و أفراحك
قال طه :
خير الزول يقول مهما الامر يتهول
قالوا الناس علي فالو الحلم يتأول
غاية الحي فناه إن كان قرب إن طول
يترك ذكرو والناس الورا بتتقول
قالت ريا :
وريني الحلم التورك مزهول
قال طه :
أصبري لي أروق حبل الفكر مبهول
احكيلك شنو الشفتو والله مهول
شفت الوحده شفت النار وشفت الهول
أحكيلك تمام الشفتو ما بتغابه
جايين العصير أنا وإنتي من الغابه
سايقه ليك بهم قدامي بي رقابه
بينا والفريق إتولعت تقابه
قدر ما نشوف بعيد قدامنا نلقي حريق
وقت النار علت ما شفنا تاني فريق
باصرنا المروق ما لقينا لينا طريق
تشكي من عطش واخوك يابس ريق
فترتي قعدتي ,انا محتار جلست وراكى
حاقبه الدرقة ختيت سيفي فوق أوراكى
وكت بعد البهم لى قسعو قمتى براكى
كسعتي وجيتي ومعاك كور صقور تبراكى
تبيت بي عجل شافنى جفلن و طارن
غابن من عيوني وفي اللعوت اتضارن
ما غابن كتير جن يقدلن يتبارن
قدامن كبيرن عينني وغارن
سل السيف ولاقاهن أخوك يالضامره
تور عنز أم هشيم الفي المجامع دامره
سيل تلوى اندفق فوقو السحائب هامره
حجر الصاقعه فرتاك الصفوف العامره
بادرني الكبير ديك إستعدن وقفن
ما مهلتو طار راسو وجناحي يرفن
طارن ديك وقت بي ريشو رقد اتكفن
قالت له ريا :
عارض ومات خلاص لي الليلة يمكن عفن ..
طه قال ليها :
نحمد ربنا الليلة مات عارِضنا
وان كان عمروا طال يا ريا كان قارضنا
يلحقوا بي عجل ديش همنا المارضنا
نبدا زواجنا بكرة منو البيجي يعارضنا
بطال البعيش في الدنيا اصلوا غناه
ان كان مالو راح غير اهله مين يدناه
سمح الفوق اساس ابواتو تمه بناه
والزول دون قبيله غناه شن معناه
ما بنفرح بي مال ونقول كفانا ورثنا
نفخر بالرجال في الحارة يبقوا ترسنا
نجمع ناسنا هيلنا من الكبار حارسنا
يحضروا اهلنا فرحانين يباركوا عرسنا
كل بطحاني يفرح بي عرسنا مناه
ساعة جمعتن بيتنا يتم بناه
عذاب عيش العزب يا ريا مر ضقناه
سمح الزول صبي يلد ويربي جناه
طبعاً ريا ما قبلت الكلام ده لانو ابوها عبد الله المعروف بابو كبس ما تم سنه من وفاته والناس في حالة حداد فقالت
دا الاعوج تراه ووالشين نهايه حدو
إن شاع ده الخبر يملا الفريق لي حدوا
يقولوا ابكبس من دخل ود احدو
فرحوا وعرسو لا موجعن لا حدو
إن كان في الفريق ماتت مريه ذليله
لي الحول يرفعوا العرس الدخلتوا الليله
خليه اب كبس راجل الرجال ودليله
إن كان بي قبيلة تعدوا تبقي قليلة
خليه الكلام وعرسنا في ده الحال
من بالك أمرقو محال والف محال
علي ميتت ابوي لي الليله حول ما حال
نصبح بكره ونسه ونشوف بشاتن حال
رد عليها طه وقال ليها
الموت ما شمت غاية البخود والببروا
والموت والحزن ما جابو زول من قبرو
الزول في الشدايد أولي يلزم صبروا
يترجي الكريم مولاه كسره يجبروا
بنخاتر منو الوجعه هيلنا برانا
نحن أهل المصاب والناس عزا مجابرانا
في أخر المراح دايماً تجي الفترانا
عادة الحد ندوسها والناس عقب تبرانا ...
بعدين ريا شافت تحسم موضوع العرس ده مع طه وانه لازم يتم السنة كالعادة المتعارف عليها في الحداد فقالت
الناس بالمكارم والفعال بتباهو
زي الفطرة ينشا الزول حسب مرباهو
عادة جدو عادتو ونحل ابوه نباهو
يلبس ثوب قبيلته ان داره ولا اباهو
من الليلة حول مضيهوه تاني اتكلم
الدايروا بيتم رب العباد ان سلم
رد عليها طه
تاني امضي حول وانا بالحسار اتالم
علي حكمك صعب انا قابلو ما بظلم
نستني السنة قاسية وصعيبه علينا
ردت عليه ريا
تم الاتفاق من الكلام خلينا
زي عادة البلد لا زدنا لا قلينا
إن شاء الله السنة بي خيرة عايده علينا
يا طه البهم قرب رجوع سراحو
بنات واولاد ديك ناس فريقنا الراحو
نصيحة سمعتها من الكبار الراحو
قالو العربي ما بنعز كان ما مراحو
وتقوم ريا ماشة علي الفريق وطه يعاين فيها وهي ماشه ويقول
آه السعادة ان كان بقت بيديه
كنت اعيش هني في الدنيا بالزنديه
علي حكموا ناسي الفى اخذوا الديه
اموت بالعطش والمويه بين ايديا
ريا على جايرة وزايده فى التفنين
اه يا رب ارحم صبري امس ضنين
يمحق ديه السنه ربي الحليم وحنين
يخصمه من حياتي رضيت بعشرة سنين
كيف أتهن واعيش وانا صبرى ولاّ مودع
وسببي الرخرخ المن قام صغير متفدّع
جنيت وجنى جنّ وحالى اصلُ مبدّع
اهج شقيش اهج فاضلى تانى أجدع
***يتبع***